كان المغرب من بين البلدان الأوائل التي استدعت كتائب السلام لمساعدته في عملية التنمية ولسد حاجياته من اليد العاملة. هكذا في سنة 1963 وصل إلى المغرب فريق من المتفحصين الميدانيين، والذي كان مكوناً من مدرسي اللغة الإنجليزية ومن خبراء الري، وذلك بدعوة من وزارة الشؤون الخارجية.
ومنذ سنة 1963 حتى الآن فإن عدداً يقارب 4000 متطوع وصلوا للمملكة المغربية وقدموا خدماتهم في مواقع و قطاعات ومشاريع أكثر مما يمكن حصره في أرقام، ولكنها مجالات تضمنت التكنولوجيا المخبرية، والتنمية الحضرية، والتنمية الاقتصادية، وتعليم المكفوفين والصم، وتقنيات التزود بالماء،و تطوير المقاولات الصغرى، وتربية النحل، إضافة إلى دورات تدريبية على اللغة الإنجليزية
يعمل المتطوعون حالياً في القطاعات التالية: البيئة والصحة وتطوير المقاولات الصغرى وتنمية الشباب
قطاع البيئة
يسعى مشروع كتائب السلام إلى تدعيم جهود الحكومة المغربية التي تندرج في إطار مبادرات المملكة للحفاظ على مواردها الطبيعية ومساعدة ساكنتها القروية وذلك لتحقيق مستوى عيش أفضل لتلك الساكنة. وبارتكازها على تحليل العمل التطوعي، واستجابة منها لحاجيات المغرب، فإن كتائب السلام قامت بإدماج برنامجها الزراعي ببرنامجها الرامي للتربية على حماية الحياة البرية والبيئة بُغية تقديم برنامج بيئي متكامل. ويسعى البرنامج الجديد لتعزيز تدبير الموارد الطبيعية وتنمية المجتمع القروي مع التركيز على تنمية الوعي البيئي والتنمية المستدامة.
يعمل المتطوعون مع نظرائهم المغاربة بهدف:
المساعدة على تنفيذ أنشطة التربية البيئية بشكليها الرسمي وغير الرسمي في مجال تنمية المجتمع القروي؛
- تشجيع التدبير المستدام والصيانة المستدامة للموارد الطبيعية، وتشجيع سلوكيات التدبير العقلاني مع الحفاظ على التنوع البيولوجي ؛
- محاربة التصحر من خلال الارتقاء بمبدأ تعزيز القدرات وتنفيذ البرامج الخاصة بالزراعة الغابوية ، والمحافظة على التربة، وإعادة التشجير؛
- الحد من الآثار البيئية للمجتمعات القروية من خلال إدخال التقنيات الملائمة وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل، خصوصاً بالنسبة للنساء.
بتعاون مع شركائهم، يركز المتطوعون جهودهم على إدخال التكنولوجيا الملائمة (كالمضخات العاملة بالطاقة الشمسية، ومواقد الطبخ ذات الاستهلاك المـُرَشَّد للطاقة، وتشجيع السلوكيات التي تعمل باتجاه بلوغ أهداف التربية البيئية وتحسين تدبير الموارد الطبيعية. ويُحاول المتطوعون ربط الصلات بين مختلف الأوساط القروية التي تستعمل الموارد الطبيعية من جهة، وبين المنظمات الحكومية المكلفة بتدبير تلك الموارد والحفاظ عليها.
قطاع الصحة
يتكون البرنامج الصحي من خطتي مشروع (two project plans): صحة الأم والطفل ، والصحة والتطهير. وبتنسيق مع وزارة الصحة، فإن قطاع الصحة ينكب على مشاكل الصحة المنتشرة في المجتمع مثل النسبة المرتفعة لوفيات الأطفال، وكذلك ظروف العيش غير الملائمة والمرتبطة أساساً بالنوعية المتدنية للماء الشروب إضافة لتدني المرافق الصحية كذلك. ولبلوغ هذه الأهداف، يتم تعيين متطوعين في بعض الأوساط القروية وبعض القرى حيث يعملون على تحقيق الأهداف التالية:
- تحسين الرعاية الصحية لفائدة الأمهات والأطفال؛
- الزيادة في التزود الآمن بالماء، وتيسير ولوج الساكنة للمرافق والخدمات الصحية؛
- تشجيع السلوكيات السليمة بخصوص الصحة والتطهير
تُشكل التربية الصحية مكوناً أساسيا لأنشطة هؤلاء المتطوعين الذين يشاركون في تنفيذ الحملات الوطنية للتلقيح والتنظيم العائلي، ومحاربة الإسهال، والرمد الحـُبيبي؛ كما يعملون في تصميم وإنتاج أطقم ومعدات بالولادة الآمنة ، وتكوين ممرضات المستوى الأول، ومساعدات القابلات على التواصل مع المرضى وتقديم النصح والمشورة لهم، وتنظيم حملات التوعية، وبناء أنظمة التزود بالماء الشروب ومرافق الصرف الصحي للمدارس الابتدائية. ويقوم المتطوعون بمعية نُظرائهم المغاربة بتطوير دروس غير رسمية في الصحة ، لفائدة سكان القرى والمداشر، وتطوير أنشطة للأطفال في سن التمدرس وذلك في ساعات غير ساعات الدروس. كما أن الجهود التي بُدلت لبناء المراحيض التي تعتمد الحفر لتجميع المياه العادمة ، وتطوير منابع التزود بالماء، إضافة لمشاريع أخرى تهم الساكنة القروية كلها أثمرت نتائج طيبة، بما في ذلك نقل المهارات للأعيان ورجال السلطة المحليين ، وتقنيات التدبير والتمويل.
قطاع المقاولات الصغرى
بدأ قطاع المقاولات الصغرى سنة 1999 من طرف الوزارة المكلفة بقطاع الصناعة التقليدية كنظير للمشروع. أما الأهداف الرئيسية لمشروع تطوير المقاولات الصغرى فهي كالتالي:
- تعزيز المقاولات الصغرى المغربية في إطار قطاع الصناعة التقليدية، وتحسين نوعية وجودة الإنتاج؛
- تعزيز المقاولات الصغرى للنساء، وتشجيع تعاونيات الصناعة التقليدية؛
- إدخال تقنيات وتصميمات جديدة لأجل تنقيح وتهذيب المنتجات التقليدية، وكذا استهداف أذواق السياح؛
- تدريب الصناع التقليديين بُغية تطوير مهاراتهم المقاولاتية ، وتقنياتهم التسويقية ، وكذلك البحث عن إمكانية الاستفادة من السلفات الصغرى واستعمال تكنولوجيا المعلوميات.
يعمل المتطوعون مع الصناع التقليديين لتزويدهم بنظم وبنيات المقاولة، كما يقومون بالتخطيط لدورات تدريبية حول تقنيات التدبير واستعمال تقنيات الحاسوب، زيادة على تقديم المساعدة في ميدان الاستشارة . ويقوم المتطوعون كذلك بتنظيم معارض للمنتوجات التقليدية، كما يقدمون المساعدة للنساء لتمكينهن من إدارة مقاولاتهن الصغيرة، زيادة على قيامهم بدراسات ميدانية حول عادات وسلوك المستهلكين لمساعدة الصانعات التقليديات على تعلم كيفية استهداف أسواق بعينها. وبتعاون مع نظرائهم المغاربة، يقوم المتطوعون بتصميم ووضع برامج تربوية للرفع من حجم مبيعات المنتجات التقليدية من خلال فهم أفضل لأذواق السياح.
يساعد المطوعون على خلق خطط للأعمال وشبكات للتجارة، كما يقومون بدراسات حول الجدوى الاقتصادية، وتعليم نُظرائهم المغاربة والصناع التقليديين المحليين تقنيات المحاسبة. ويُساعد المتطوعون على خلق مواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية لفائدة التعاونيات الصغرى تعريف الصناع التقليديين على تكنولوجيا المعلوميات والإنترنت بُغية تزويدهم بشكل أفضل لمواجهة التنافس الناشئ في مجال التجارة الإلكترونية.
تنمية قطاع الشباب
يُشكل الشباب السواد الأعظم للساكنة المغربية. وبهذا الصدد فإن المتطوعين الذين عُـينوا بمراكز الشباب يقومون بتشجيع الشبيبة المحلية على الانخراط بشكل أكبر في محيط مجتمعاتها، وذلك عبر بعض الأنشطة المستهدَفة، والمتعلقة ببناء المهارات الريادية، ورفع مستوى الوعي لذى الساكنة. أما أهداف تنمية الشباب فهي كالتالي:
- تعزيز وبناء الشبكات بين مختلف الشركاء المحليين العاملين في قطاع الشبيبة؛
- الزيادة في تعزيز قدرات المهنيين المحليين العاملين مع الشباب؛
- تشجيع الشباب، والفتيات منهم على وجه الخصوص، على فهم أفضل وممارسة أفضل لنمط عيش يتلاءم مع السياق الثقافي العام، وكذا فهم وممارسة أفضل للمهارات الريادية.
يبدأ اللقاء الأولي مع الشباب عبر تلقينهم دروس الإنجليزية في دور ومراكز الشباب التي تُعتبر القناة التي يمر من خلالها تنفيذ الأنشطة الخارجية. وقد تتضمن تلك الأنشطة تنظيم نوادي بيئية، وعمليات التشجير، وعمليات تنظيف الأحياء، وبناء مرافق مراحيض، وتكوين فرق رياضية، وأنشطة تعليم الفتيات، و تأطير الشباب ، وتعليم تقنيات الحاسوب، أو تلقين دروس محو الأمية لفائدة الراشدين.
يُعتبر تنمية قطاع الشباب، خصوصاً بين الفتيات، من بين أولويات الوزارة المكلفة بالشباب. ويعمل المتطوعون بمعية نظرائهم أو رفقة مؤطري هؤلاء، وكذا الأعضاء الآخرون من الساكنة على تلبية حاجيات الشباب. كما يعمل المتطوعون مع الشركاء المحليين من أساتذة، وجمعيات محلية تعمل في مجال تعزيز القدرات، كما يعملون في مراكز النساء، وذلك لإيجاد حلول للمعضلات والمشاكل المحلية.
على امتداد الأربعين سنة الماضية، ساند متطوعو كتائب السلام الكثير من المساهمات ذات الأهمية للرفع من مستوى العيش بالمغرب، غير أن البلد ما زال يواجه العديد من التحديات الملحة في مجال التنمية. فنسبة وفيات الأمهات ما زالت مرتفعة في العالم القروي، كما أن مستوى العطالة ما زال مرتفعاً خصوصاً بين أوساط الشباب. زيادة على ذلك هناك مسألة النمو الديمغرافي الذي ساهم في تجفيف الأراضي الرطبة وتراجع المساحات الغابوية والمجالات العمومية وكذا المحميات الوطنية. ولمواجهة هذه المعضلات يتم تعيين المتطوعين في مشاريع لتنمية الشباب والبيئة والصحة وتنمية المقاولات الصغرى.
وسائل الربط الرئيسية
معلومات حول كتائب السلام حول العالم
تتكون منظمة أصدقاء المغرب (Friends of Morocco) في مجملها من مواطنين أمريكيين عملوا كمتطوعين في المغرب ضمن كتائب السلام، وراكموا تجارب في المغرب، كما تضم المنظمة بالمقابل مغاربة موجودين على التراب الأمريكي يتوحدون مع نظرائهم الأمريكية في نفس الاهتمام الهادف لتنمية التبادل بين المغرب والولايات المتحدة في المجال التربوي، و الثقافي، والاجتماعي، والأدبي، والعلمي زيادة على تشجيع العمل الخيري.
يمكن الاتصال بكتائب السلام بالمغرب على العنوان التالي:
كتائب السلام الأمريكية
2، زنقة أبو مروان السعدي، أﯖدال
الرباط، 10100 المغرب
الهاتف: (212) 537-683 780
فاكس: (212) 537-683 799