قبل مائتي عام، أصبحت المفوضية الأمريكية في طنجة بعثة دبلوماسية رسمية للولايات المتحدة، عندما انتقل القنصل الأمريكي جون مولوني John Mullwany إلى المبنى. كانت المفوضية هدية من السلطان المغربي مولاي سليمان في وقت سابق عام 1821.
المفوضية الأمريكية في طنجة هي أول ملكية دبلوماسية حصلت عليها الولايات المتحدة، وأقدم ملكية دبلوماسية أمريكية في العالم، و هي أيضاً المعلمة التاريخية الوطنية الوحيدة خارج الأراضي الأمريكية.
كانت المفوضية مسرحاً للعديد من الأحداث المهمة في التاريخ الأمريكي والمغربي والعالمي. وتشمل هذه الأحداث المفاوضات على معاهدة منارة سبارتل ، وهي إحدى أولى الاتفاقيات
الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة، فضلاً عن الاتفاقيات المبرمة مع المغرب لتسهيل النقل البحري والتجارة. وخلال الحرب العالمية الثانية ، عملت المفوضية كمقر للتخطيط لعمليات الحلفاء في شمال أفريقيا، كما استخدمت أيضا من قبل مكتب الولايات المتحدة للخدمات الخاصة لفك الرموز النازية. و لكونها إحدى أول بعثتين دبلوماسيتين أمريكيتين التي استقبلت حراس أمن مشاة البحرية، فقد كانت المفوضية معروفة جيدًا في المدينة لوجود حارس دائم من مشاة البحرية الأمريكية خارج مدخلها.
وخلال حدث في المفوضية اليوم، والذي تضمن عرضاً للألوان من قبل مشاة البحرية الأمريكية ، قال ديفيد غرين ، القائم بأعمال السفارة الأمريكية ، “إن السلطان المغربي مولاي سليمان أعطى هذا المبنى الرائع للحكومة الأمريكية في عام 1821. وكان ذلك قبل مائتي عام بالضبط عندما انتقل القنصل الأمريكي جون مولوني John Mullowny إلى هذا المبنى وأصبحت المفوضية بعثة دبلوماسية رسمية. و أود أن أشكر جلالة الملك محمد السادس على كرم أسلافه ، كما نكرم الملك اليوم لقيادته الحكيمة“.
كانت المفوضية الأمريكية عبارة عن بعثة دبلوماسية أمريكية من عام 1821 حتى الستينيات، عندما أصبحت مدرسة للغات الدبلوماسية ثم مركزاً لتدريب فيلق السلام. ومنذ سبعينيات القرن العشرين، تم تشغيلها كمتحف ومركز ثقافي ومكتبة أبحاث من قِبَل معهد المفوضية الأمريكية للدراسات المغربية بطنجة (TALIM).
وفي عام 2021 ، تَنْضَمُّ سفارة الولايات المتحدة إلى الشركاء المغاربة في الاحتفال بالمفوضية كرمز للصداقة الأمريكية المغربية. و تتخذ أنشطة الذكرى المئوية الثانية شكل مجموعة من البرامج الثقافية والتوعوية والتعليمية ، بما في ذلك معرض للمتحف الذي سيفتتح في المكتبة الوطنية بالرباط في 10 يونيو، وسيبقى هناك حتى أواخر سبتمبر قبل الانتقال إلى الدارالبيضاء.